تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها

أولت جمعية الدعوة الإسلامية العالمية اهتمامًا كبيرًا طوال العقود الأربعة الماضية من عمرها المجيد بنشر اللغة العربية في شتى بقاع العالم، وقد صاحب هذا النشاط التعليمي نشاط دعوي كبير حيث إن انتشار الدعوة على نطاق واسع يتطلب الإلمام الميسَّر باللغة العربية لكي يتمكن المهتدي للإسلام من فهم وتطبيق العبادات المفروضة كما أرادها الله سبحانه وتعالى، وقد تولت الجمعية منذ تأسيسها في العام 1972م إعداد وتنفيذ برامج تعليمية تخصُّ اللغة العربية في العديد من بلدان العالم، فقامت بتعيين أعداد من الدعاة الذين يعملون وعّاظــًا ومدرسين ومعلمين للقرآن الكريم، كما عيّنت العديد من المدرسين من أبناء المسلمين مِمَّـن تلقوا تعليمــًا محليــًا، و تم في هذا الإطار تنفيذ العديد من المشروعات والبرامج التعليمية والثقافية من خلال بناء المدارس والمعاهد ودعم الجامعات وبناء أقسام اللغة العربية بها، وتزويدها بالأساتذة واللوازم التعليمية كأجهزة الحاسوب والمصادر والمراجع، كما حرصت الجمعية على إقامة الدورات التدريبية لمعلمي اللغة العربية، وإعداد المناهج وطباعة الكتب المنفذة لها، وتأهيل المدرسين والموجهين، ودعم جهود الهيئات والمؤسسات الإسلامية المحلية والمؤسسات التعليمية والتربوية التي تعنى بتعليم اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم.

وقامت الجمعية بإعداد منهج لمادتي اللغة العربية والثقافة الإسلامية يلبي حاجة المستويات المختلفة للطلاب في هاتين المادتين، وقد تم تقويم المنهج متكاملاً من قبل ثلاثة لجان متخصصة ضمت عناصر ذات خبرة طويلة في إعداد المناهج أوصت بتوزيعه على مختلف الساحات الإسلامية باعتباره يحقق كافة متطلبات طرق التدريس الحديثة في هذا المجال، وتمت طباعة الكتب المنهجية في (13) عنواناً، وبلغت كمية الكتب المنفذة (6240000) نسخة من كتاب تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بأجزائه الثلاثة، وتم توزيعها بكاملها على مئات المدارس في مختلف دول العالم.

كما أنشأت الجمعية كلية الدعوة الإسلامية بطرابلس، وفتحت فروعــًا لها في عدد من الدول لإعداد الأساتذة والباحثين والدعاة الأكفاء ، وتمكين أكبر عدد من أبناء المسلمين من مواصلة تعليمهم الجامعي داخل مجتمعاتهم بكل يسر ، والتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية التي تعنى بالتربية والتعليم ( اليونسكو – الإسيسكو – الأليكسو ) ، وتدفع بها إلى المساهمة والدخول في شراكة عملية من أجل تطوير برامج تعليم اللغة العربية وتوسيع دائرة الاهتمام بها وبالتراث الإسلامي, وتم من خلال التعاون مع هذه المنظمات تنفيذ مشروعات وأنشطة هامة في مجال تصحيح وحفظ التاريخ الإسلامي وتطوير التعليم العلمي في عدد من المدارس العربية في عدد من دول آسيا وإفريقيا وأوروبا والأمريكتين.

بلغ عدد المؤسسات التعليمية التي أنشأتها الجمعية أو ساهمت في إنشائها أو دعمها بالكتب المنهجية والمدرسين (1130) مؤسسة، وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من برامج تعليم اللغة العربية بهذه المؤسسات خلال العام الدراسي (481172) طالبـًا وطالبة، وقد بلغ إجمالي عدد المدرسين والأساتذة الذين شاركوا في برامج تعليم اللغة العربية (4592) منهم (2070) مدرسًا محليــًا، كما تم تعيين (307) مدرســًا من خريجي كلية الدعوة الإسلامية لتدريس اللغة العربية والثقافة الإسلامية.

كما قامت الجمعية بإيفاد (125) مدرســًا و موجهــًا تربويــًا ليبيــًا متخصصــًا في تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية انتهت مدة إعارة بعضهم واستبدلوا بعناصر محلية من موجهين وتربويين تم تأهيلهم ليتولوا مهمة التوجيه والإشراف.

ومن خلال دورات تأهيل المدرسين المحليين التي أقامتها الجمعية للارتقاء بقدراتهم العلمية في مجالات علوم التربية وطرق التدريس وكيفية استخدام الوسائل التعليمية في تدريس اللغة العربية فقد تم تدريب وتأهيل (2000) مدرس في دولة أوغندا وحدها، وقد بلغ عدد هذه الدورات 144 دورة، إلى جانب خمس دورات متقدمة أقيمت بكلية الدعوة الإسلامية لعدد (206) مدرسين من المتفوقين في تدريس اللغة العربية.

هذا إلى جانب عدد من الندوات المتخصصة التي أقامتها الجمعية وناقشت المشاكل التي تعترض التعليم العربي وإيجاد الحلول لها، والتي شارك فيها علماء وباحثون من دول مختلفة.

كما قدمت الجمعية منذ تأسيسها منحاً دراسية لعدد كبير من أبناء المسلمين لغرض استكمال دراستهم الجامعية والعليا في الجامعات الافريقية والدولية، في مجالات الطب والهندسة، والحاسب الآلي، والاقتصاد والعلوم الإنسانية، بهدف إعداد أبناء المسلمين إعداداً علمياً يمكنهم من تأدية دورهم بكل فاعلية في مجتمعاتهم بعد تخرجهم، وقد بلغ عدد المستفيدين (680) طالبــًا وطالبة.